السبت، 30 سبتمبر 2017

نجاح ابراهيم...........................ياساقى العطاش

يا ساقي العطاش

                                 (قمر بني هاشم في وريدي)

كلُّ شلو فيَّ من لهاب الجَوَى

عنّي يفترقُ
في دمي صحارى عطشٍ

ومواويلَ رثاءٍ

وجرجٌ تلوَ جرح

عن جرحٍ

ينفتقُ

أبعثرُ كالرّيحِ في المَدى الأصفر

حَطبي

أرفعُ نخبَ عَطشي؛

وجبلاً عن صدري

لا ينعتقُ

يا ساقي العطاش!

مُرْ بي

واسقني

فقليلُ مائكَ من رَماد

يُحييني

يُعيدُ قياماتِ شجرٍ

مات في القلبْ

مذ بلاد انقسمتْ إلى بلادْ

وأقدار أسلست قيدها للعبادْ

وفرسان ما قاربتْ سَاحات الوَغى

فاشرأبت بلا صهوات!

مدن نامَ فقراؤها على ضيمٍ

وظلت ترسمُ ابتسامةَ بَلَهٍ

وفي ليلها تلوكُ قلّة حيلتهم

مثل آكلةِ الأكبادْ

وعشاق راودوا القلبَ الطهور

عُزَلاءَ من وَلَهٍ

لا وفاءَ عرفوا

ولا بنار عشقٍ احترقوا!

لهفي على قلبٍ كلما صقلهُ

الطهرُ راحَ يورقُ

لهفي عليك!

يا حاملاً لواءَ الحياةِ بعينيك

بحرٌ من الملحِ امتدّ بين قدميك

ولظى اللهفة لأكباد صارخة

بين جنبيك

يموجُ البحرُ

ينشقُّ بلا عصا موسى

ينبلجُ

ويحترقُ

قل لي..

يا ساقياً عطشي بأزرقيك!

من بترَ كفيك؟

وأشعلَ مجراتٍ من غضب

وأنبعَ الوجع؟!

أواهٍ لكبدي

كلّ يومٍ تتكئُ على قهري

وترنو إلى ما فيّ وهو ينصعقُ

الماءُ زلالٌ في فيك

لا تقاربه!

ولو أردتَ يا ابن الأكرمين

لصارَ أنهاراً وغيوماً

ومطراً في أكؤس من فضةٍ تشربُهُ

وألفَ ألفِ جدولٍ

في محياك البهيّ- ما أحيلاه-  يأتلقُ

يا حاملَ لواءَ الحقّ ريحٌ تهفهفه!

يا جرحي!

كلما غفا أنينٌ في ثنايا الصبر

آخر بلا خجلٍ

راحَ ينبثقُ

يا قمراً يسافرُ في نقائي

لا عطش بعد روائك

فالمسافات تُطوى

والبحورُ تُلغى

وتبقى أنت أقصى اشتياقٍ

إلى اشتياقي

عطراً في مسام الرّوح أبداً

لا تنعتقُ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تجمدت حروفي للشاعرة رجاء الجواهري

تجمدت حروفي كأنجماد كفيّ من الجليد لا اقدر على نثرها اشعر انني فقدت المشاعر وجفت دموع عيني من حزن عتيد ...