الخميس، 27 يوليو 2017

عبد الزهرة خالد.............الغربال بيد الوطن

الغربال بيد الوطن٠٠
-------------------
تُعرف الأشياء بمعرفة تضادها فالجنة إلا بعدما نعرف النار والأبيض بعدما نميز الأسود والعدل بعد الظلم والفرح بعد الحزن والبرد مع الحر وكثير من الأمثلة التي تغطي حياتنا اليومية والدنيوية ٠٠
قد تعرف صديقك جيداً من خلال مظهره الجميل وشكله الرائع ومنطقه المعسول لكن تكتشف حقيقته عند السفر والشدة والضيق والسكر والغضب ترى حقيقته الجلية طالما الإنسان في أغلب الأحيان يتبع عقله الباطني بدون إرادة خاصة عندما تعمى البصيرة ٠
بعض المواقف تحسب على المرء من خلال الحوادث أو الظروف التي تمر على محيطه ففي حالة الكوارث تجد إنساناً يهب لمساعدة الآخرين بدفع الأذى ويتحدى غضب الطبيعة لأجل أنقاذ الحياة وتجد بنفس الوقت فرداً مهزوماً مختبئاً خلف الحواجز ويستتر جنب ظل الحيطان لا يريد أن يضحي ولو بدقيقة من عمره في
سبيل منفعة الآخرين ٠
وكذلك ترى جيرانك بعضهم يفرح لفرحك والآخر يحزن لفرحك وبعضهم يغبطك لنجاحك وفيهم من يحسدك لنجاحك ٠الأمثلة عديدة لا تحصى وإن تكون قريبة من نعمة الله تعالى ٠
الظروف القاسية التي مرت على البلد أفرزت لنا كثير من الأمور كأن الزمن يحمل غربالاً لأجل تصفية بقاء الأفضل والنواعم تهاوت وتساقطت الى الهاوية نتيجة كلمة أو موقف من بعض الرجال كالكتاب والساسة وغيرهم٠
بعد تلك المقدمة نستطيع أن نقول شكراً لداعش أعطانا درساً لن ننساه وعرفنا كثير من الشخصيات ذوي المواقف المذلة ٠من الدواعش ميزنا الخرافة عن إسلامنا الحقيقي ومنهم عرفنا عدونا وصديقنا وأدركنا من يتربص بنا الدوائر والكوارث ، خاصة وإن طفح زبد الطائفية فوق شفاه الخونة بعدما كانت غائرة في القلوب وبرز للعيان لون الحقد والكراهية الظاهر على الوجوه بعد سقوط الأقنعة الواهنة٠ عرفنا الكثير من الرجال الذين هبّوا لنصرة العراق الواحد ولأجل أن ينعم الأخرين بالسلام والوئام دفاعاً عن تربة الوطن ٠
شكرا للدواعش حينما أدركنا ضرورة تطبيق الإسلام الحقيقي وتطهير رجز الإسلام المزيف وعرفنا من يصنع الحضارة للأمة ومن يدمرها وشاهدنا من يريد التخلف والجاهلية ومن يريد التطور والإزدهار مقابل الدمار والتخلف٠
وما الأفواه والأبواق والأقلام النتنة التي تقلّل من شأن إنتصارات العراق ومن يريد شراً للعراق ويمنّي نفسه بتقسيم العراق قد فضحها جيشنا الباسل والمواطن العراقي الساند له على طرد داعش ومن والاه الى مزبلة التأريخ كذلك سقط كتاب وأدباء السلطوية والفئوية
حينما أنبرى بعض منهم لأعلان حقده على العراق وأبطاله وكل الشرفاء يدركون الخونة الذين باعوا شرفهم وذممهم الى أجندات أجنبية وأقليمية فمن الدواعش سمعنا خرافة المنبوذين أمثال بعض الأشرار وغيرهم من الساسة والمحسوبين على الوطن لذا نقول بكل صراحة بسبب الدواعش توحدت روح العراقيين٠٠
عاش العراق حراً أبياً موحداً ٠٠
----------
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٢٧-٧-٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تجمدت حروفي للشاعرة رجاء الجواهري

تجمدت حروفي كأنجماد كفيّ من الجليد لا اقدر على نثرها اشعر انني فقدت المشاعر وجفت دموع عيني من حزن عتيد ...