الأربعاء، 26 يوليو 2017

صابر الموسوى.........الاعتدال العاطفى

الأعتدال العاطفي

بقلم علاء صابر الموسوي
مدير مكتب المفوضية الدولية لحقوق الإنسان في البصرة.

في فترة المراهقة والشباب ينمو الجانب العاطفي لدى الشبان والفتيات بشكل ملحوظ. حيث يتجلى ذلك من خلال العلاقة مع الأبوين والأصدقاء والمعلمين وبين الجنسين.
وقد تأخذ العلاقات منحى سلبيا متطرفا في البغض والحقد والتعصب والغضب والقطيعة. وقد تأخذ منحى إيجابيا متطرفا في الحب الزائد الذي لايعبر عن اتزان عاطفي.
فالكراهية الشديدة. تطرف قد يقود إلى القتل.
والحب الذي يصل إلى درجة الشغف والوله. قد يقود إلى الجنون. والوسطية في العلاقات كما في غيرها هي خير الأمور فلا يصح أن تعشق إنسانا فترفعه إلى درجة العبادة. ولاعبودية إلا لله. ولاتكره إنسانا فتنزل به إلى الحضيض.
فالرفع إلى أعلى عليين. والخفض إلى أسفل سافلين كلاهما تجاوز للمعقول من العاطفة الذي يعبر عنه الحديث  (( أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما. وابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما )) .
وكلمة  ( هونا ما ) هي نقطة الوسط بين تطرفين. بغض شديد يعمي ويصم.  وحب شديد يعمي ويصم.
فلابد من مسافة بينية مناسبة بينك وبين حبيبك تشبه تلك التي بين السيارات حتى لايقع الاصطدام الذي يضر بالطرفين. فأن المسافة إن وجدت قلصت الخسائر إلى حد كبير.
ودع خطا للرجعة مع من تبغض. فربما عادت المياه إلى مجاريها.
فلا تكون قد أسرفت في البغض بحيث يصعب عليك ترميم العلاقة من جديد. أو النظر بوجه صاحبك الذي بالغت في خصومته  (( وأهجرهم هجرا جميلا  )) .أي القطيعة التي تفسح المجال للتلاقي مجددا.
فالبعض من الشبان والفتيات  (يطفف) في علاقاته مع الآخرين. والتطفيف خروج عن حد الأعتدال. فهو يريد من الناس أن ينصفوه في تعاملهم حبا واحتراما وتقديرا. ولكنه لايستحضر ذلك كحق متبادل للناس عليه. بل قد ينتقص من أقدارهم بالبخس. والله تعالى يقول  ((ولاتبخسوا الناس اشيائهم )) وفي وصية الإمام  علي عليه السلام  ( أحبب لغيرك ماتحب لنفسك وأكره له ماتكره لها  ).
أي اجعل من نفسك ميزانا تزن به الحب والكره لتكون معتدلا لاتجور ولاتغالي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تجمدت حروفي للشاعرة رجاء الجواهري

تجمدت حروفي كأنجماد كفيّ من الجليد لا اقدر على نثرها اشعر انني فقدت المشاعر وجفت دموع عيني من حزن عتيد ...