الأربعاء، 30 أغسطس 2017

محمد الزهراوى ابو نوفل...................امراة الشعر

امْرَأةِ الشّعْر ..

لَمْ تَحْلُمْ..
بِيَ امْرَاةٌ كَيْ
اُوَسِّعَها شِعْراً.
كَيْ أضعَ تاجاً
مِن جُمانٍ فَوْق
هامَتِها عِنَد ..
بِدايَة كُلِّ لَيْل
أُشْعِلُ الشّموعَ
وأشْتَغِل وحْدي
كَفنّانٍ في غابَةِ
عَرائِها المهْمومِ
أُطَوِّقُ جيدَها بِالفُلٍّ
وأغْمرُ فاها الظّامِئَ
مِثْلَ وادٍ مُقْفِرٍ..
بِجَحيمِ القُبَلِ
ومنْقوعِ الياسَمينِ.
هكَذا أُطْلِقُ بيْن
يَدَيْها حَمائِمَ
الإنْسانِ الّذي فِيَ.
نَرى فجْراً قادِماً
وننْتَقِمُ مَعاً مِنْ
كُلِّ ما مَرّ بِنا
مِن العَناءِ وما
رَأيْنا مِن
الاغْتِراب في
الزّمانِ والمَكان
أقولُ لَها: إنّ
معَ العُسْر يُسْراً
أُسِرُّ لَها أنّ
الحُرّيّة امْرَاةٌ ..
ولوْلاها لَما
كانَ الكَوْنُ
جَميلاً أو بِدونِها
كُنّا لا شَيْء.
وأجْلبُ لَها كُلّ
ما لَمْ تَسْتَطِعْ
علَيْه صَبْراً أو..
حَتّى ما لَمْ
أسْتَطِعْهُ.
أفْرِشُ لَها
ملاءَةً مِنْ..
حَريرِ الأنْدَلُسِ
وِسادةً حَشْوُها
ريشُ النّعامِ
وذلِك كَما
في الفَراديسِ.
هكَذا نَعيشُ..
أنا أُحَوّمُ فوْقَها
مِثْل نَسْرِ
الأعالي وهِيَ
تَحْتي شمْسٌ
أُخْرى لا تَغيبُ..
حطّتْ مَع
النّجومِ بِجُموحِها
عَلى السّهْلِ
ونَهْداها الطِّفْلانِ
أمامي حَمامَتانِ
أوْ حَملانِ يمْرَحانِ
حَيْثُ لا أحَد
يَعْرِفُ مَنْ نَحْنُ
أوْ ما نَكونُ..
كَما حدَث لِيوسفَ
في البِئْر.
هْيَ فَرَسٌ
تَصْهَل في الرّيحِ
وأنا بحِرٌ أبَدِيُّ 
المَوْجِ والوَجَعِ.
آهٍ لَو تحْلمُ
بِيَ امْرأةٌ جَميلةٌ
كَوَطَني حَتّى
أقْتُلَها شِعْراً..
أبْني لَها قصْراً
لِلْعِبادَةِ وآخَرَ لِعَسَلِ
اللّوْعَةِ والَهَمْسِ
الحَلالِ الإيروسِيّ
وأنا في ضِيافَتِها
مَلِكٌ عابِرٌ أوْ
أوْ نَبِيٌّ مَطْرودٌ
مِنَ الفِرْدَوْسِ.
كيْف لا أحْلمُ
هكَذا يالائِمي؟
وقَد ِبتُّ عَجوزاً
بِعيْنَيْن كَليلَتَيْنِ
عاشِقاً لَها
بِيَقين الشّاعِرِ
مُحطّم الجسَدِ
والرّوحِ كَجلْمودِ
صخْرٍ حطّه
السّيْلُ مِنْ عَلِ.
أنا البحْر
الهادِر سادَتي
لَها فِيَ ..
تلاطُمُ الأمْواجِ
تَفاصيلُ امْرأةٍ
لا تُشْبِه النِّساءَ
تمْشي الهُوَيْنى
في قَصائِدي..
ولكِنّها بَعيدة
لأنّها فِيَ كُلّ
الوُجودِ حيْثُ
تُكابِدُ عَذاباتِ
أحْلامِيَ العَسيرَة
همّها المحْزونَ
وآلامَ المخاضِ
ويْحَكِ ياامْرأة..
يكْتبُكِ النّبْضُ
حرْفاً آسِراً.
وأُكَلِّمُكِ ..
عُواءً ومُناجاة.
لوْلاكِ ما كُنْتُ
أتغَزّلُ في
الكَون وأشْهَدُ
أنّ الدّينَ لَكِ..
الحَمْدَ لِله والحُبّ
لِنهْدِكِ والوَطن

محمد الزهراوي
  أبو نوفل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تجمدت حروفي للشاعرة رجاء الجواهري

تجمدت حروفي كأنجماد كفيّ من الجليد لا اقدر على نثرها اشعر انني فقدت المشاعر وجفت دموع عيني من حزن عتيد ...