الأربعاء، 31 مايو 2017

شهد البنفسج للشاعر السامق حامد خضير

* من ديوان ( أميرة البنفسج ) الصادر في دمشق 2012
شهد البنفسج
 حامد خضير الشمري

ضع جنب كأسي لها كأسا لأملأها
حتى تفيضَ فليْ في عَوْدها أمل
صفا الرحيق على الخدين مؤتلقا ً
والراح مما همى من ثغرها ثمل
والشهد سال وأغفى فرط نشوته 
على اللسان فلذ ّ الهمس والقبل
ظللت معتكفا في قدس روضتها
فما عييتُ ولم يعصف بي الملل
قد هام قلبي بها غضا وألــّهها 
ولن يروم سواها حين يكتهل
ما أبصرت غيرَها عيناي إمرأة
فكلهن أمامي اللات أو هبل
وما حسبت بأن الحب معجزة
حتى أرتنيَ كيف الثلج يشتعل
لئن سهوت , وللعشاق غفلتهم ,
عن الصلاة إليها عدت أبتهل
خلعت نعليّ لما جئتها رهَبا
كأنني في طوىً للوحي أمتثـل
بعض المحبين في الدنيا ملائكة
فلا تظننهم موتى إذا قـُـتلوا
بحجم قلبيَ هم ّ ظل يوخزني
وليت جرحيَ منها ليس يندمل
حبي لها أبهر الدنيا بروعته
والعالـَمون بما قد أبصروا انذهلوا
صليتُ خمسا ً وليْ أخرى بحضرتها
أكاد فيها بسرّ الكون أتصل
ما قلتـُه كان وهْما ً قبل مَقـْدمها
فليس يحلو سوى في حضنها الغزل
الله لم يتخذ إبنا ً وصاحبة
بل عنده إبنة ٌ يُـنهى بها الجدل 
جاءت إلى الأرض لا أخرى تناظرها
من النساء ولم يوجد لها بدل
فذبت في الله حتى كاد يجعلني
صهرا فأزهد في الدنيا وأعتزل
ويلاي ! ما إن دنت روحي لتمسكها 
حتى تلاشت وضاعت دونها السبل
أوغلت في التيه ِسعيا ً خلفها وأنا
أدري بأنيَ طول العمر لا أصل
لا شيءَ أغدو إذا غابت ولو حضرت
فكل حُسْن ٍ بهذا الكون يكتمل
ما زلت أسعى إلى دار براغبة 
حتى كأني في أطلالها طلل
أخالها كل حين عند شرفتها
حورية ً حولها الأقمار قد رفلوا
كأنها لم تزل للآن تومئ لي
أنْ قفْ مكانك أو عُدْ أيها الرجل
فيهطل الدمع من قلبي وواعجبا
من أدمع قد بكت من دمعها المقـل
قدْ مِتُّ حيا فروحي غادرت بدني
ولم تزل خلفها للآن تنتقل
عذرا إذا قلت إني لم أزل معها
 طفلا على فمه من ثغرها عسل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تجمدت حروفي للشاعرة رجاء الجواهري

تجمدت حروفي كأنجماد كفيّ من الجليد لا اقدر على نثرها اشعر انني فقدت المشاعر وجفت دموع عيني من حزن عتيد ...